بإسمك اللهم :
هناك العديد من الآيات الحاثة على وحدة المسلمين منها قوله تعالى : »واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا » وقوله تعالى « وأن هذه امتكم أمة واحدة وانا ربكم فاعبدون »..مما يعني أن إلغاء وحدة الأمة التي تعني التفرقة باسم أو بآخر يعد تعطيلا للعديد من الآيات القرآنية وكل مستلزماتها من فرائض ونوافل مرتبة في العديد من الأحاديث والآيات الأخرى المتعلقة بها، وقد أدى هذا التعطيل إلى تعطيل العديد من مبادئنا كمسلمين كــ :
ــ مبدأ الأمة الواحدة : وهو وجود كيان واحد للمسلمين ينظم كل بلدانهم في إطار واحد كما كان ذلك في صدر الإسلام وبعده حتى القرون الوسطى لحد انذثار الخلافة العثمانية ..
ـــ مبدأ اليد الواحدة : فقد كانت قوة المسلمين متماسكة كلها ضد أعدائهم في حين نجد عكس ذلك لحد انطباق علينا قول الله تعالى « بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ».
ـــ مبد التعاون : كما يمليه قوله نعالى : وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ومعصية الرسول « وللأسف فإن الآية اليوم بعكسها يفعل
ــ مبدأ الأخوة في الدين : كما يوصي بذلك الرسول استنادا للعديد من الآيات كما بقوله صلى الله عليه وسلم : » المومن أخ المومن لايحقره ولا يخذله ولا يسلمه » وقوله تعالى : » إنما المومنون إخوة » في حين نجد أن المسلمين لم يعودوا يحافظون على الأخوة حتى في معناها الدموي الضيق.
ــ مبدأ التكامل : وهذا لن يتم إلا إذا كان هناك وعي كبير بالحركية في إطارها الشامل وحدد كل من الحركيين مهمته بكل توافق مع الآخر حتى لاتتصادم المواقف ونقوم جميعا بنفس المهمة ، ونعطي بعض المواضيع كل جهودنا بإهمال لأخرى.
وفقدان هاته المبادئ الخمسة كان كافيا لهدم كل القيم الإسلامية الأخرى والنزول بالأمة إلى أرذل مهالك الشتات والفرقة والتناحر والتكالب على الأموال والفتن الدنيوية كلها .
ولهذا فإن أي بناء إصلاحي لايعي أهمية الوحدة والتلاحم بين المسلمين في إرجاع الأمة إلى قيمها يعد قاصرا، والكلام على الوحدة دون الحديث على هاته المبادئ الأربع يعد واهيا..أما الوهم بأن في مقدور أية حركة قطرية مهما كان حجمها لم هذا الشتات سياسيا وبالصراع السياسي فيجب أن ينذثر من حركاتنا التي يجب أن تسعى إلى تفعيل الوحدة فيما بينها لوءد الشتات الذي نلمسه اليوم بين المسلمين والمجتمعات الإسلامية بأحزابها العلمانية ـ التي عرفت كيف تتوحد على مصالحها ومؤسساتها ـ وضد حركاتنا الإسلامية التائهة بين التموقف والشعارات والسياسات القاصرة عن تقديم ولو مسودة عن البديل الكلي، فكيف بالمشروع العملي والحضاري؟