إشكالية الفرقة :
منذ عصر البعثة الشريفة والمجتمع الإسلامي يحمل في طياته بذرة المنافقين الذين لم يألوا جهدا حتى في عصر النبوة على تضليل المومنين وزرع الخلافات بينهم لكن إن كانت الحكمه النبوية قاهرة لهاته المؤامرات وكذا كفاءة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما فإن هانه المؤامرات قد استطاعت أن تعصف بأرواح الخليفتين الراشدين الأخيرين رضوان الله عليهما لحد تحويل نظام الحكم في الأمة إلى ملك عاض..ثم ملك جبري بالقضاء التام أثناء هذا التحول على الروح الإصلاحية أولا ثم الحكم بالشريعة ثانيا..وبالقضاء على التحكيم للكتاب والسنة ودحض الشورى بمعناها الإسلامي استطاع المنافقون أن ينزعوا كل ما يمكنه توحيد المسلمين ..فالمسلمون مهما تكن إتجاهاتهم لايشك أحد إن كانوا صادقين في إجماعهم على الحكم بما أنزل الله لكن هذا الإجماع وللأسف اليوم لم يحقق لأسباب عديدة منها :
ــ التخطيط الصهيوني والإمبريالي المحكم لهذه الفرقة
ــ وجود ثلة من المتمسلمين ترى في الحكم بما أنزل الله نقيضا للحضارة الإنسانية
ــ وجود ثلة من المنافقين لازالت تكيد بالإسلام والمسلمين
ــ الغزو الثقافي الذي أقنع العديد من المثقفين بنواقض الإسلام
ــ فشل العديد من الحركات الإسلامية في الدعوة الحضارية للإسلام الحنيف وطغيان الجوانب السياسية الأمر الذي أفقد المذهبية منذ البداية العديد من توازناتها.
ــ تجدر العلمانية في المجتمعات المسلمة
ــ آفة التعددية الحزبية
وهاته البذور كانت كافية لقيام مجتمعات بعيدة كل البعد عن الروح الإسلامية التي تأبى إلا أن تحكم الله في نفسها ومجتمعها ،مما زرع كل أسباب الفرقة حتى في صفوف الجماعات الإسلامية..لتبدوا اليوم مشكلة الفرقة بين المسلمين أمرا عاديا مهما وعينا بأنها كانت ولا تزال من تربص المتربصين : فالأمة الإسلامية أضحت مشتتة شتات الرمال : فالعلمانية فرقت والحزبية تفرق والوطنية تفرق والمصلحية تفرق والواقعية تفرق والأنانية تفرق والإمبريالية تفرق والإسلاموية تفرق ، وكل يدعو لفهمه وكأنه وحي معصوم ..وهذا الشتات من أهم عوائق الوحدة زيادة على :
ــ إنشطار العالم الإسلامي بين الفرانكفونية والأنجلوسكسونية
ــ إيمان العديد من الحكام والسياسيين بعدم جدوى هاته الوحدة
ــ تناقض هاته الوحدة ومصالح العديد من العصابات الحاكمة
ــ إنسلاخ الشعوب حكاما ومحكومين عن الوعي بالأمة ووجوب الوحدة
ــ الإنبهار بالحضارة الغربية بكل مظاهرها
ــ الغزو الثقافي والفنون المائعة لحد تبنيها الرسمي
ــ الدعوة إلى المظهر الإسلامي وطمس جواهره في العديد من البرامج الحكومية
ــ الإقتناع التام بالسير على تقاليد الغرب عند بعض العلمانيين
ــ الحزازات المفتعلة بين بعض الحركات الإسلامية
ــ شرود السياسات الرسمية عن مطامح الشعوب
ــ التنظيرات الفردية للإصلاح
ــ محاربة العلمانية للمذهبية الإسلامية
ــ الإعتراف المطلق بسيادة أمريكا ومشروعية إسرائيل
ــ الجهل بغايات التدين قمة وقاعدة
ــ إفشال معظم محاولات التعريب في العديد من الدول الإسلامية
ــ تهميش الثقافة والخطاب الإسلامي رسميا
زيادة على كل ما تحمله العولمة من سواحق لوحدة الأمة....
مما يبرز عقدة التفرقة كقنبلة موقودة داخل الوحدة الإسلامية لها العديد من الأسنان وتقليمها كاملة يحتاج إلى نيات صالحة أولا قبل التنظيرات المحكمة والسعي الحثيث بكل تدرج قصد إنجاحها، وإلا سنبقى دائرين في حركة الشعارات والتموقفات المفرغة التي تفرق أكثر مما توحد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق